📆
في حياتنا اليومية تمر علينا أفكار كثيرة لأمور يمكن أن ننفذها، هذه الأفكار قد تكون مشروع خيري أو مزاولة للرياضة أو تأسيس لمشروع تجاري أو إنشاء قناة يوتيوب لنشر المحتوى.. إلخ. على الرغم من أن هذه الأفكار إبداعية (مقالة لطيفة عن الأفكار) وقد تكون ناجحة جدًّا ومردودها النفسي أو المادّي على الشخص سخي جدًّا لكنها قد تضيع وتبقى فقط فكرة في الخاطر.
💭
باعتقادي أن المشكلة في تنفيذ الأفكار تكمن في أمرين:
١ – البداية.
٢ – الاستمرارية.
سأتطرّق بشكل مُسهب عن هذين الموضوعين لكي تتضح لنا المشكلة ومن ثمّ سنبدأ بنقاش الحلول
البداية 🏁
أولًا، حتى لا تضيع أفكارك الجميلة حاول دائمًا أن تسجّل كل فكرةً تخطر على بالك، فإن لم تسجّلها في مكان ما سوف تضيع، فمن الصعب أن تفكّر في شيء مرّة أخرى بنفس الطريقة لأن هناك عوامل مثل الزمان والمكان كانت مؤثّرة على الفكرة حين التفكير بها. فأفضل طريقةٍ للحفاظ على فكرة أو حتى معلومة هو تسجيلها عند التفكير بها أو سماعها، وبما أن الجميع الآن يمتلكون أجهزة ذكيّة فمن السهل أن تسجّل الفكرة مباشرة في تطبيق الملاحظات. وحين تسجّل الفكرة حاول بقدر المستطاع أن تذكر الأشياء الأساسية والتفاصيل المهمّة ولا تترك شيء للذاكرة لأن احتمالية نسيانك للتفاصيل كبير جدًّا.
كما هو ملاحظ في الصورة أن الفكرة مكتوبة على شكل نقاط لكي تساعد على فصل الأفكار الصغيرة لأفكار أصغر مستقلّة.
من المتوقّع أنّك بعد أن تسجّل الفكرة ستأتيك أفكار أخرى متعلّقة بهذه الفكرة، فستعود لتطبيق الملاحظات مرة أخرى وتقوم بإضافة نقاط على نفس هذه الملاحظات لكي تصبح الفكرة أقوى وأوضح.
الاستشارة والسؤال من أفضل الأشياء التي من السهل القيام بها في هذه المرحلة، ابحث عن أحد من أصدقائك أو أقاربك قد قام بشيءٍ مشابه. فطرح الفكرة ونقاشها سيثير الكثير من التساؤلات حول إمكانية تطبيق الفكرة من عدمه، وسوف يفتح النقاش أبواب أكثر وسيصقل الفكرة لتصبح أفضل.
🎢
ما إن أصبحت مقتنعًا بتطبيق الفكرة عليك الشروع مباشرةّ بالبداية من غير أن تفصّل الفكرة أو تخطط لرؤية واضحة. فقط حدّد نقطة البداية وابدأ مباشرة بالتطبيق. بعد أن تبدأ ستتضح لك الفكرة بشكل أكبر، في هذه اللحظة عليك أن تقسّم الفكرة إلى مهام صغيرة وكتابتها ووضع تاريخ محدد لها. استخدم الورق أو أحد التطبيقات المتوفّر لإدارة المهام مثل Todoist أو TickTick بحيث تسهّل إدارة المهام الصغيرة وترتبها بحسب التاريخ وتستطيع وضع تنبيهات للأمور المهمّة.
أمثلة 🦕
هنا أمثلة حيّة بدأت صغيرة جدًّا دون تخطيط عميق والآن هي ناجحة أو في طريقها للنجاح، فضّلت أن أذكر أمثلة حية من واقعنا بدلاً من ذكر أمثلة ضخمة جدًّا مثل قوقل أو فيسبوك أو الراجحي. الأمثلة المذكورة تُعتبر صغيرة ومن الممكن أن نلتمس خطواتها حتى نقتدي بها.
منصّة نون
بداية المنصّة كانت بسيطة جدًّا، وكانت هناك محاولات كثيرة فاشلة حتى تكلل عملهم بالنجاح. الآن نون من جهد شخصين أصبح لديهم استثمار بقيمة ٨.٦ مليون دولار.
هنا سلسلة تغريدات تحكي قصّتهم بسرد رائع
سين للتطوع (زهرة)
زهرة بدأت بتغريدة تريد أن تعرف أحد من المحتاجين لكي تقوم بتجديد غرفته، وبدأت بالعمل وحيدة ثم كبر حجم الفريق إلى أن أصبح فريق تطوعي كامل اسمه فريق سين للتطوع (seen_KSA@)
تستطيعون قراءة القصّة هنا في هذه السلسلة
بودكاست مربع (قناة شبّاك)
بدأ حاتم فقط بتسجيل حلقات البودكاست بدون هوّية أو شعار وبفريق بعضو واحد فقط، ركّز على الأهم ألا وهو تسجيل الحلقات، بعد ما تأكّد من جودة الفكرة وأنّه يستطيع أن يستمر على تسجيل الحلقات (بعد ١٠ حلقات) بدأ بتصميم الهويّة وترتيب العمل لكي ينتقل للمرحلة التالية.
خاتمة
ما ذكر هنا مجرّد خطوات تعطيك التصوّر العام لكي تبدأ، لكنّها لا تمثّل حتى ١٪ من العمل الحقيقي المفترض أن تعمله. إذا كان لديك فكرة فعليك أن تبدأ الآن ولا تنتظر الوقت المناسب، لأنه في الحقيقة لا يوجد وقت مناسب للفكرة أو بداية العمل.
طرح خفيف و موضوع جيد يا صديقي!
مرة من المرات نصحني أحد الحكماء في الحياة أيام الثانوية وقال: “ياولدي الفكرة صيد، و الكتابة قيد”
عجبني موضوع أنك أهم شيء تبدأ بالعمل حتى لو ما كانت عندك رؤية وخطة واضحة ١٠٠٪ .. هذي الأشياء فكر فيها مع الوقت ومع المعطيات اللي بتجيك من التجربة. لكن الأهم أنك تبدأ بالعمل.